تدل مدة (ش ر ك) بالعربية على المشاركة والمقارنة بين شيئين أو أكثر، وتدل على جعلِ الشيء شاركا أو شُركاء لأحدٍ ما، كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة:
(شَرَكَ) الشِّينُ وَالرَّاءُ وَالْكَافُ أَصْلَانِ، أَحَدُهُمَا يَدُلُّ عَلَى مُقَارَنَةٍ وَخِلَافِ انْفِرَادٍ، وَالْآخَرُ يَدُلُّ عَلَى امْتِدَادٍ وَاسْتِقَامَةٍ. فَالْأَوَّلُ الشِّرْكَةُ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ الشَّيْءُ بَيْنَ اثْنَيْنِ لَا يَنْفَرِدُ بِهِ أَحَدُهُمَا. وَيُقَالُ: شَارَكْتُ فُلَانًا فِي الشَّيْءِ، إِذَا صِرْتَ شَرِيكَهُ. وَأَشْرَكْتُ فُلَانًا، إِذَا جَعَلْتَهُ شَرِيكًا لَكَ. قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِي قِصَّةِ مُوسَى: {وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} [طه: 32] . وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ: اللَّهُمَّ أَشْرِكْنَا فِي دُعَاءِ الْمُؤْمِنِينَ، أَيِ اجْعَلْنَا لَهُمْ شُرَكَاءَ فِي ذَلِكَ، وَشَرِكْتُ الرَّجُلَ فِي الْأَمْرِ أَشْرَكَهُ.[1]

وقال الجوهري في الصحاح عن هذه المدة اللغوية، أن الشرك متعلق بالكفر لغويا، واعتقاديا كما سيأتي: والشِرْكُ أيضاً: الكفر. وقد أشرك فلان بالله، […]. وقوله تعالى: (وأَشْرِكْهُ في أمري) ، أي اجْعَلْهُ شَريكِي فيه. وأَشْرَكْتُ نعلي: جعلتُ لها شِراكاً.[2]
تعريف الشرك عند ابن منظور في لسان العرب واضح وموفق لمعناه في علم التوحيد: “أَشْرَك بِاللَّهِ: جَعَلَ لَهُ شَريكاً فِي مُلْكِهِ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ، وَالِاسْمُ الشِّرْكُ.”[3] ولا شك أنه يحتاج إلى توضيح أكثر لأن جعلَه يحدث في الربوبية والألوهية وفي الأسماء والصفات.
قال ابن سعدي في تفسيره: “حقيقة الشرك أن يُعبَد المخلوق كما يعبَد الله، أو يعظَّم كما يعظَّم الله، أو يصرَف له نوع من خصائص الربوبية والإلهية”[4].
سوف نقوم بدورات تعليمية عن بعد في “مركز بيت الحكم” تسجل هنا.
كتبه الفقير إلى الله: أبو إسماعيل الكولومبي (Julio César)
( YouTube – Twitter – Facebook – Instagram )
[1] معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس ج ٣ ، ص 265.
[2] الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية، أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري، ج ٤، ص 1593-159٤.
[3] لسان العرب، محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور، ج ١٠، ص 449.
[4] تيسير الكريم الرحمن (2/499).
اترك تعليقاً