أَهَمُ الأعمَالِ في يَومِ المُسلِمِ هيَ عِبادَةُ اللهِ تعالى ويَطْلُبُ الإنسانُ في يَومِهِ مَعَ الدُّنيا.
أَستَيقِظُ قَبلَ الفَجرِ بقليلٍ وأَولُ كَلِماتِي هِيَ: “الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور“، بَعدَ استِراحَةِ الجِسمِ واستِعدادِهِ أُصَلي رَكَعتَينِ وأحيانًا أَسْمَعُ القُرآنَ إذا يَكفى الوَقتُ، وبَعدَ ذَلِكَ أَذهَبُ إلى المَسجِدِ لِصَّلاةِ الجَمْاعةِ بِذِكرِ اللهِ: “بسم الله، توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله” وأُكَرِّرُ هَذِا الدُّعاءِ لأنَّها قوَّةِ لعَمَلي خارِجَ البَيتِ وفي طَريقِي إلي المَسجِدِ أَذْكُرُ ذِكرًا جَمِيلاً وأَسمَعُ أَصَواتَ قِراءةِ القُرآنِ الكَريمِ مِن المِصريينَ الَّتي تَخرُجُ مِن بُيوتِهِم وَسطَ شَبابيكِهِم وهِيَ أصواتٌ لا شابَهت بِها في الخَلقِ كُلُّهُ، لَكِن تَنطِقُها المَخلوقاتُ بِصَوتِها وبِأَعمَالِها .
في رُجوعِي إلى المَنزِلِ أقولُ: “بسم الله ولجنا وبسم الله خرجنا وعلى ربنا توكلنا” وتَبدَأ النَّشاطاتُ بين الدِّراساتِ والحياةِ اليَومِيَّةٌ.
صباحًا أَدرُسُ كِتابَينِ، بَينَ صَلاةِ الفَجرِ وشُروقِ الشمس “كتاب التوحيد” في أَفضَلِ مَكانِ لِلعِبادات: المَسجِدِ، وَهَذا الدَّرسُ نِعمَةٌ وَراحَةٌ بَعدَ دِراساتي في الجامِعاتِ. وبعده أَرجعُ إلى البَيتِ وآكُلُ الإفطارَ وأشرَبُ الشَّايَ اللَّذيذَ المِصرِيّ.
بَعدَ أَدرُسُ “العربية بين يديك” مَعَ الشَّبابِ المُسلِمينَ وهَذا الكِتابِ أمامَ عَينيّ لَيلاً ونَهَارًا في مَركَزِ الفَجْرِ والكَلِمَةِ، وَما هيَ الكَلِمَة إلا كُلُّ حَفٍ مِن أَيةِ اللهِ في القُرآنِ الكَريمِ وَفي الكَونِ الوَسعِ، والكَونُ كَلمَةٌ واحِدَةٌ: “كُون“!
وبَعدَ الأَكْلِ بقَلِلٍ الظُّهرَ تَبدأُ الدِّراساتُ مَرَّةً ثانيةً في بَيتي مَعَ ابني على جانِبي.
وخِلالَ اليَومِ عِندَما أَسمَعُ الأذَانَ أَذكُرُ حَياتي في بَلَدي لأنَّ هُناكَ لَم أسمَعُهُ أبدًا إلا على الحاسوبِ ولِذَلِكَ أُحِبُّ أن أُكَرِّرَهُ وأن أَقولَ بَعدَ أن أَستَمِعَ إليهِ: “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا“. وما أَجملَ هَذِهِ الجُملِ أَساسُ الحَقِّ.
عَصرًا ومساءًا أُمَارِّسُ القِراءةَ و الاستِماعَ البَرَامِجِ، وفي أَوقاتٍ مُختَلِفَاتٍ أُحَفِظُ كِتابِ اللهِ، كَلِمَةً كَمِلَةٍ؛ حَتّى اللَّيلَ عَندَما يجيءُ النَّومَ.
هذا هو يَومُ مِسلِمٍ ما بَينَ الدُّنيا والآخرة.
الفقير إلى الله، أبو إسماعيل الكولومبي
اترك تعليقاً