مصرُ أمُّ الدُنيا والمترو أبُو البشرِ
ما هو المكان الذي يُجمَعُ فيه كلَّ البشرِ؟ باريس؟ نيو يورك؟ نيو دلهي؟
تشملُ القاهرة العالم كله بين أذْرُعِها، ويمُّر المترو في عمقِها المعاصر والقـَديم، هو مسافر إلى تاريخِ الماضي ومستقبلِ مصر.
عربة ُ المترو دائما مفتوحةٌ للضيوفِ، فيها مكان للنساءِ وللشيوخِ كالسرعةِ والضوضاءِ، جمالها في شكلِ الوجوهِ وفي تحادُثِ المواطنينَ في لغةٍ غريبةٍ وسريعةٍ التي أفهمُها بالإيماءِ والصبرِ عليها.
في المترو مكانٌ ممنوعٌ للرجال وفيه الدنيا كلها في مكان واحد سمعتُ قولًا من واحدة التي تستطيعُ أن تدخلَ في هذا المكان ِ قالت: هو حرامٌ لغير النساءِ، فيه قُوسٌ قُزَح ٍ من الهواتِفِ المحمولةِ وكذلك كثير من الحِجَابِ والنِقـَابِ وهو ملعبٌ للأطفال.
الحروفُ من القرآنِ الكريمِ ومن الصُّحُفِ يتكلمون بين التاريخِ والحاليِ، بين العلمِ والعملِ وبين اللسانين والفكرتين وهما الغربيّ والمشرقيّ.
بوَّابُ العماراتِ ومُديرُ الشركاتِ، الأمِّيّ والمدرِّس، شيوخٌ بالملابس ِ الدينية وشبابٌ بالبَنْطلونِ، المسيحيون والمسلمون فيه ولكن عندما يدخل فيه الضيوفُ يفتح المترو أبوابه لهم، لأنه فندق متحرِّكٌ وغُرَفِه العربات.
حياةُ البابِ عجيبة لأنه يغلق بسهولة كالقُنبُلَة في انفجارِها؛ الشبابيكُ طليقةُ على الهواء والجوِّ الخارجي.
اترك تعليقاً