الوصايا العشر وردت مرتين في التوراة (في سفر الخروج 20، ١-١٧ وسفر التثنية 5، ٤-٢١) وهي قانون عام لليهود، وزاد عليه التوراة ٦١٣ وصية بالعبرية: تَريَغ مِصْبوت (תרי”ג מצוות) معروفة باسم قانون موسى عليه السلام بالعبرية: تورَت مُشِه (תורת משה) أو قانون سيناء وفيه أحكام كثيرة التي بدأت تفصيلها من التوراة منذ القرن الثالث الميلادي في التلمود (Makkot 23b، سفر التثنية ٣٣، ٤)، ٧٧ من هذه الأحكام إيجابية و ١٩٤ منها سلبية[1]، وفيها تحريم الشرك والتمثيل، كلهما متعلقتان بالله تعالى. وهي تأمر بني إسرائيل بالتوحيد، مثل الوصية الكبرى، وهي:
שְׁמַ֖ע יִשְׂרָאֵ֑ל יְהוָ֥ה אֱלֹהֵ֖ינוּ יְהוָ֥ה׀ אֶחָֽד׃
اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. (سفر التثنية ٦، ٤)
لكن كما هي العادة عند اليهود في أحكامهم، هذه الوصية مفروضة عليهم ولا على غيرهم من البشر، لأن من فسادهم يظنون أنفسهم من أفضل الخَلق. إذا شرائع نوح السبع أو الشرائع النوحية (שבע מצוות בני נח) هي سبعة أوامر أخلاقية أعطاها الله إلى نوح لكل البشر حسب التلمود وكذلك هي تحرم الوثنية، وجريمة القتل، والسرقة، والانحلال الجنسي، والتجديف، وأكل لحم حيوان حي، وفرضت إقامة نظام عدل لتطبيق الشرائع السبعة السابقة. وهي موجودة بتغير في العقد الجديد عند المسيحيين (سفر أعمال الرسل ١٥) إلا أخيرها، والمسلمون أقرب لها في شريعتهم من المسيحيين، كما في غيرها من الأحكام والمعتقدات اليهودية لها صلة بدين الإسلام، وتغيير أحكام الله عند اليهود أكبر وتحريف معتقداتهم عند المسيحية أكثر.
بالفعل أقدم وأهم القائمتان لهذا القانون اليهودي المشهور (٦١٣ وصايا) من عالمان سكنا في بلاد المسلمين وهما سعيد بن يوسف الفيومي (סעיד בן יוסף אלפיומי) المولود في مصر (882 م)، المتوفي ببغداد (942) وموسى بن ميمون (משה בן-מימון) المولود فو قرطبة (1135 م) والمتوفي بمصر (1204)، وكلهما كتبا بالعبرية والعربية معا.
رسم 1توقع موسى بن ميمون بالعربية
في التوراة نصان متشابهان يدلان على تحريم الشرك بالله وهما في معنى واحد واضح. كلهما في الوصايا العشر وهو أول مبدأ فيها:
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. (سفر الخروج 20،3)
לֹֽ֣א יִהְיֶֽה־לְךָ֛֩ אֱלֹהִ֥֙ים אֲחֵרִ֖֜ים עַל־פָּנָֽ֗יַ׃
οὐκ ἔσονταί σοι θεοὶ ἕτεροι πλὴν ἐμοῦ (ترجمة يونانية)
non habebis deos alienos coram me (ترجمة لاتينية)
لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. (سفر التثنية 5،7)
לֹ֣א יִהְיֶ֥ה־לְךָ֛֩ אֱלֹהִ֥֙ים אֲחֵרִ֖֜ים עַל־פָּנָֽ֗יַ׃
οὐκ ἔσονταί σοι θεοὶ ἕτεροι πρὸ προσώπου μου (ترجمة يونانية)
non habebis deos alienos in conspectu meo (ترجمة لاتينية)
سوف نقوم بدورات تعليمية عن بعد في “مركز بيت الحكم” تسجل هنا.
اترك تعليقاً